تم النشر في 2 يوليو 2024
الكاتب : فريق عمل دفترة

ما هي عملية تدقيق الحسابات وأهميتها وخطوات تنفيذها

تدقيق الحسابات

تلتزم جميع الشركات على اختلاف نشاطاتها بنشر معلوماتٍ توضّح أداءها المالي على فتراتٍ دوريّة عادة ما تكون سنويّة. تصدُر هذه المعلومات في صورة تقارير ماليّة أو كشوف حسابات موجّهة لمختلف الفئات التي يهمُّها الأمر، سواءً كانت تلك الأطراف بنوكًا أو جهاتٍ حكوميّة، أو شركاء في المؤسسة أو حَمَلة أسهم أو خلافه. تقوم بعض المؤسسات بإصدار تلك المستندات اعتمادًا على بعض أقسامها الداخليّة في حين تلجأ مؤسسات أخرى إلى أطرافٍ خارجيّة للتعهّد بهذه المهمّة، ومن أمثلة هذه الأطراف المحاسبون القانونيّون المعتمدون بصفتهم الشخصيّة أو ممثلين لمكاتب متخصصّة.

تقدّم مكاتب المُحاسبة القانونيّة المعتَمَدة أنواعًا مختلفة من التقييمات الماليّة أبرزها الأنواع الثلاثة التاليّة:

  • إعداد وتجميع الحسابات Compilations
  • المراجعة الماليّة Reviews
  • تدقيق الحسابات Audits

تستعرض هذه المقالة أهمّ المعلومات التي تحتاج لمعرفتها عن ثالث الأنواع: تدقيق الحسابات.

 

نقاط سريعة (المختصر المفيد)

  • تدقيق الحسابات هي عمليات مراجعة الدفاتر والسجلات والتأكد من سلامتها وخلوها من أية محاولات التلاعب والاحتيال.
  • التدقيق المحاسبي يختلف عن التدقيق المالي. فبينما التدقيق المحاسبي يهتم بالعمليات والإجراءات ومراجعة السجلات والدفاتر، يهتم التدقيق المالي بالتقارير والقوائم المالية النهائية ومدى تعبيرها عن واقع الصحة المالية للشركة.
  • التدقيق الداخلي ينفذه أفراد داخل الشركة بينما التدقيق الخارجي يتولى أمره جهة خارجية مستقلة. غالبًا ما يكون التدقيق الداخلي غرضه تطوير العمل أو يسبق مرحلة التدقيق الخارجي. بينما التدقيق الخارجي يستهدف تحقيق الشفافية أمام المستثمرين والهيئات الضريبية.
  • قبل تطبيق التدقيق المناسب، ينبغي تحديد الهدف من التدقيق وتحضير المستندات اللازمة لإعداد التدقيق، كما أن اجتماع فريق المراجعة مع الإدارة هو خطوة أساسية لتوضيح الموقف والأهداف.
  • توجد أنواع متعددة من عمليات التدقيق يمكن تصنيفها على حسب: الوظيفة، النطاق، التوقيت، درجة الإلزام.

 

تعريف التدقيق المحاسبي

يشير مصطلح تدقيق الحسابات إلى فحص وتقييم كشوف حسابات مؤسّسة ما، وتختلف أنواع تدقيق الحسابات حسب مدى تغطيتها للتفاصيل المحاسبيّة والأطراف القائمين بها. يشمل التدقيق التأكّد من كون كشوف الحسابات كاملة وصحيحة، ومن التزام الشركة بالمعايير الماليّة والقوانين المحليّة، ومن فعاليّة أنظمة التحكّم واكتشاف الخطأ الداخليّة للشركة (Tests of Control).

 

تاريخ ظهور تدقيق الحسابات

ظهر تدقيق الحسابات في أواخر القرن الـ 16، وانطلقت أول منظمة مهنية في التدقيق المحاسبي بعالم المالية من مدينة فينيسيا، ومع تطور الثورة الصناعية والنمو السريع للشركات وتزايد العمليات التجارية خلال هذه الفترة وصولاً إلى القرن الـ 19 برزت الحاجة لمزيد من الشفافية والموثوقية في البيانات المالية، ومن هنا بدأت ظهور مهنة التدقيق كمهنة متخصصة.

إضافة إلى ذلك تم تأسيس الهيئات المهنية للمحاسبين والمدققين، وبناء على ذلك صارت الحكومات في اتجاه تنظيم وإصدار القوانين والتشريعات التي تتطلب مراجعة الحسابات للشركات العامة، مما ساهم في تطوير وتوحيد معايير التدقيق.

ومع تزايد التطورات الاقتصادية والتجارية في  القرن الـ20 والـ21 أدى ذلك إلى تطور معايير التدقيق المحاسبية الدولية وتم تعزيزها لضمان دقة ومصداقية البيانات المالية، وأصبح تدقيق الحسابات أكثر إعتمادًا على الأنظمة الرقمية وبرامج التدقيق المتطورة، وكذلك تم تشديد اللوائح والرقابة المالية الخاصة بهذا الإجراء المحاسبي، مما زاد من أهمية التدقيق الخارجي والداخلي، إلى أن أصبح تدقيق الحسابات اليوم جزءاً لا يتجزأ من النظام المالي والاقتصادي العالمي.

 

أهميّة تدقيق الحسابات

عادة ما يهدف تدقيق الحسابات إلى التأكّد من كون المستندات المُحاسبيّة للشركة تعكس بشفافيّة واقع التعاملات الماليّة والموقف المالي للشركة. في بعض الأحيان أيضًا يكون إجراء تدقيقٍ سنوي للحسابات إلزاميًّا بموجب القانون، أو شرطًا ضروريًا لإتمام بعض التعاملات الماليّة بين الشركة وأطرافٍ أخرى. بجانب كونه إجراءً واجب التنفيذ في حالات معيّنة، يفيد تدقيق الحسابات نشاط الشركة على أصعدة مختلفة منها:

 

1- فحص الأرباح والخسائر

يفيد تدقيق الحسابات في تحديد أرباح وخسائر الشركة بوضوح وشفافيّة، كما تفيد المقارنة مع التقارير السابقة في تحديد مدى تأثير تغيير سياسة ماليّة معيّنة على الأرباح والخسائر.

 

2- التخطيط المالي والإداري

يساعد التدقيق المالي في اتّخاذ القرارات الماليّة والإداريّة بناءً على أسس واقعيّة، مما يحسّن من تنافسيّة الشركة ونجاحها على المدى الطويل. فيساهم التدقيق في دعم التخطيط الاستراتيجي من خلال الكشف عن الفرص والتحديات التي يمكن أن تظهر بالمستقبل.

 

3- التأكّد من الالتزام

يقوم المحاسب القانونيّ بتقييم مدى التزام الشركة وموظفيها بقواعد المحاسبة والقوانين المحليّة. قد يعمل هذه الإجراء كرادع لمنع أي أفعال اختلاس أو سوء توجيه للموارد الماليّة للشركة.

 

4- اختبار وتطوير أنظمة التحكّم واكتشاف الخطأ

يساعد التقييم المستمرّ والموضوعي لأنظمة التحكّم واكتشاف الخطأ في الشركة على تطويرها وجعلها أكثر فعاليّة، من خلال توضيح نقاط الضعف التي قد تغيب ملاحظتها عن العاملين في الشركة.

 

5- كشف الاختلاس

في حالات الاحتيال أو الاختلاس أو سوء الإدارة يجمع المحاسب القانونيّ الأدلة اللازمة لإثبات الحالة، مما يقلّل من احتمالات إنكار المتورّطين ويسهّل من اتّخاذ الإجراءات اللازمة تجاههم.

 

6- كسب ثقة الممولين والحصول على مستحقّات التأمين

يساهم إدراج التقارير الخاضعة لتدقيق الحسابات في تسهيل العديد من التعاملات الماليّة للشركة، مثل حالات التقدّم للحصول على تمويل أو لتحصيل مستحقّات التأمين. يساهم تدقيق الحسابات في زيادة الثّقة في صحّة التقارير المُقدَّمة ودقّة مبلغ التأمين المطلوب، وقد تُحدِّد بعض الجهات المانحة للتمويل تدقيق الحسابات متطلّبًا إجباريًّا في عمليّة تقييم استحقاق الشركة للحصول على التمويل من عدمه.

 

7- تسهيل حساب الضرائب

تحدّد بعض الهيئات الحكوميّة تقديم تقارير خاضعة للتدقيق شرطًا من الضروري توافره في المستندات المُقدَّمة، بغرض تسهيل الحساب الدقيق للضرائب المُستحقَّة.

 

8- تسهيل تصفية الشركة

في حالات التصفيّة توفّر التقارير الخاضعة لتدقيق الحسابات تقديرًا للقيمة الحقيقيّة لأصول وممتلكات الشركة، ممّا يسهّل من الوصول للمشترين المناسبين والتفاوض معهم.

 

9- الحد من المخاطر وإدارتها بحكمة

التدقيق المحاسبي هو أداة هامة لتقييم المخاطر، فينشأ عنه طرق متنوعة لإدارته واتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تقلل من تأثير الخطر حال وقوعه.

 

أنواع عمليات تدقيق الحسابات

توجد عدة أشكال يمكن من خلالها تصنيف تدقيق الحسابات. يمكن تصنيفها بناءً على العمليات وجهة التنفيذ والهدف منها بالشكل التالي:

تنقسم عمليات تدقيق الحسابات من حيث جهة التنفيذ إلى أربعة أنواع رئيسية:

 

  • التدقيق الداخلي

يقوم بالتدقيق الداخلي إمّا مُحاسبٌ قانونيٌّ يكون مُعيّنًا من قبل الشركة وأحدَ موظفيها، أو محاسبٌ قانونيٌّ استشاريّ غير معيّن بشكلٍ دائم. غالبًا ما تتمُّ الاستعانة بمحاسبٍ قانونيّ استشاري في حالات عدم قدرة الشركة على القيام بتدقيق حساباتٍ داخليٍّ كامل اعتمادًا على موظفيها فحسب.

 

  • التدقيق الخارجي

يقوم بالتدقيق الخارجي طرفٌ آخر محايد مما يساعد في التخلّص من أي انحيازات خلال عمليّة التدقيق، وعادة ما يتمُّ ذلك من قِبَل مكتب مُحاسبة قانونيّة معتمدة.

 

  • التدقيق الضريبي

هي مجموعة من الإجراءات ينفذها محاسب قانوني ليتاكد من سلامة المعلومات المسجلة في مصلحة الضرائب ويقارنها بدفاتر الحسابات. بهذا يمكن التأكد من مدى توافق البيانات والإجراءات مع قوانين الضرائب. في النهاية يصدر المدقق تقرير يشمل البيانات الآتية: إجمالي الإيرادات والنفقات والاستهلاك والالتزام الضريبي.

 

  • التدقيق الحكومي

التدقيق الحكومي تنفذه جهات رقابية داخل الدولة تتبع السلطة التنفيذية أو السلطة القضائية حسب القوانين المتبعة في الدولة. غرض هذا النوع من التدقيق، هو التأكد من أن أموال الهيئات الحكومية تنفق من خلال سياسات رشيدة تحمي الموارد وتبتعد عن أنشطة إهدار المال العام.

 

الفرق بين التدقيق الداخلي والتدقيق الخارجي

رغم كون المحاسب القانونيّ الاستشاري غير معيّن من قِبَل الشركة، إلّا أنّه يلتزم باستخدام معايير الشركة المُحاسبيّة خلال عمليّة التدقيق الداخلي. خلال التدقيق الخارجي قد يعتمد المدّقق على معايير الشركة أو أنظمة التحكم واكتشاف الخطأ الخاصّة بها إذا ثبتت كفاءتها، إلّا أنّه يختبرها أولًا على أيّ حال للتأكدّ من عدم وجود عيوبٍ هيكليّة فيها.

من ناحيّة أخرى يتميّز التدقيق الخارجي بدرجة حيادٍ أكبر، نتيجة كون القائمين به لا تجمعهم أيّة صلة بالشركة أو القائمين عليها. يزيد هذا من الثقة في التقارير الناتجة، كما يضمن عدم تأثير ناتج عمليّة التدقيق على علاقات العمل بين الموظفين داخل الشركة.

عادة لا يتعدّى التدقيق الداخلي كونه أداة إداريّة يلجأ إليها القائمون على الشركة لاتخاذ قراراتٍ أفضل أو لتحسين الأنظمة الموضوعة، في حين يفيد التدقيق الخارجي على مستوى أوسع فيما يخصّ تعاملات الشركة مع أطرافٍ خارجيّة أخرى، سواء كانت جهات حكوميّة أو شركات أخرى أو خلافهما.

 

 الفرق بين التدقيق المالي والتدقيق المحاسبي

عمليات التدقيق المالي تبدأ مع انتهاء المحاسبة والحصول على مخرجات نهائية للتأكد من سلامة التقارير المالية الخاصة بالمؤسسة. بينما مهمة عمليات التدقيق المحاسبي مراجعة كفاءة العمليات المحاسبية وخلوها من أية اشكال من التلاعب أو الاحتيال. قد تعتبر التدقيق المالي يراجع الصحة المالية للشركة وإن كانت التقارير تعبر بدقة عن الحالة العامة، بينما التدقيق المحاسبي يراجع العمليات والإجراءات التي أدت إلى هذه النتائج.

 

خطوات عملية التدقيق المحاسبي

توجد بعض الاختلافات بين كل نوع تدقيق وآخر، إلا أنه توجد خطوات مشتركة لا غني في كل نوع، وهي ما نتناولها في هذا القسم. من المفيد الإحاطة بالكيفيّة التي تجري بها عملية التدقيق بهدف الاستعداد الجيّد لها بالإضافة إلى القدرة على تقييم نتائجها. يمكن تقسيم تدقيق الحسابات إلى عشر خطوات أساسيّة كما يلي:

 

1- تحديد الإدارة للهدف من التدقيق

ينبغي تحديد الهدف من التدقيق قبل بدء الإجراءات. هل المؤسسة تسعى إلى التحسين؟ أم تسعى إلى تطبيق الشفافية لتحسين الصورة أمام المستثمرين؟ بهذا يصبح المسؤولون عن التدقيق ملمين بكافة التفاصيل التي ينبغي مراعاتها أثناء التنفيذ ونوع الملاحظات المطلوبة التي تساعد الشركة على المدى القصير والطويل. بناءً على الهدف، يتم اختيار نوع التدقيق الأمثل لهذه المرحلة من عمر الشركة.

2- التخطيط

تستلزم هذه المرحلة الوصول إلى فهمٍ شامل لتفاصيل عمل المؤسّسة بغرض إعداد خطّة التدقيق ومن ثمّ تطبيقها. توضَع خطة التدقيق المبدئيّة بناءً على المعلومات التي جُمعت في هذه المرحلة.

 

3- الاستعداد للتدقيق والاجتماع مع فريق التدقيق

ينبغي إجراء اجتماع بين فريق التدقيق والإدارة لتوضيح الأهداف التي ترغب الإدارة في تحقيقها من خلال التدقيق. هنا توضح الإدارة أيضًا التوقعات والخطة الزمنية والمشكلات التي ينبغي التعامل معها والتي تحتاج إلى التدخل السريع منعًا لوقوع مشكلات. خلال الاجتماع، يتم الاتفاق وتجهيز قنوات الاتصال التي ينبغي أخذها في الاعتبار أثناء التدقيق.

 

4- الإعلان عن التدقيق وطلب المستندات

يصل أقسام الشركة وموظفيها المعنيّين إخطار ببدء عمليّة التدقيق ويطلب المستندات اللازمة لإتمام المهمّة. تشمل هذه المستندات النسخ الأصليّة من كشوف حسابات الشركة وتقارير التدقيق السابقة ودفاتر الحسابات والإيصالات. بالإضافة لما سبق، يحتاج المدقّق لمراجعة على اللوائح الداخليّة ومحاضر اجتماعات مجلس الإدارة.

 

5- الفحص

تُعرف هذه المرحلة أيضًا بالعمل الميداني، ويتابع خلالها المدقّق مدى التزام الشركة والعاملين فيها بالمعايير والقوانين كما تُعقد مقابلات شخصيّة مع موظفي الشركة وتُراجَع بياناتهم. في حالة اكتشاف أخطاء يناقش المدقّق الشركة ويمنحها فرصة تصحيحها.

 

6- تقييم المخاطر

أحد أهم الأدوار الهامة التي ينفذها فريق التدقيق هو التعامل مع المخاطر وتقييمها. فيراجع الفريق نقاط التحكم الداخلية التي تعتمد عليها الإدارة، وفهم بيئة العمل ومدى قابليتها للتعرض إلى الاحتيال.

 

7- إعداد مسودة تقرير التدقيق

يصيغ المدقّق بعد ذلك تقريره الذي يكون شاملًا كل تفاصيل نتائج التدقيق، من حيث ذكره أي فروقات بين المدفوعات و أي أخطاء حسابيّة أو أخطاء في التوثيق أو دواعي قلق لدى المدقّق بشكلٍ عام. يقدّم التقرير أيضًا تعليقات المدقّق وتوصياته لكيفيّة حل المشاكل المُكتشَفة ومقترحاته لتحسين النظام المحاسبي للشركة، علاوةً على تحديد إطارٍ زمني لحلّ المشكلات وتنفيذ المقترحات.

 

8- التنسيق مع الإدارة المعنيّة

تُرفع نسخة التقرير المبدئي للإدارة المعنيّة لمراجعتها والإطلّاع على توصيات المدقّق، وتشرع الإدارة في وضع خطة لمعالجة الأخطاء المُكتشفة خلال عمليّة التدقيق وإرسالها للمدقّق. يُعقَد الاجتماع النهائي بعد ذلك بين المدقّق والإدارات المعنيّة لمناقشة تقرير التدقيق وخطّة الإدارة، ويكون هدف الاجتماع اتفاق الطرفين على صحّة الأخطاء وقابليّة الخطّة الموضوعة للتنفيذ تمهيدًا لصياغة التقرير النهائيّة. بعد الاجتماع النهائي يوزّع التقرير النهائي وخطة الإدارة المتفق عليهما على الأقسام المعنيّة.

 

9- إصدار التقرير النهائي

بعد الحصول على ردود من الإدارة، وفهم فريق التدقيق لكل تفصيلة، يبدأ فريق التدقيق في إنهاء التقرير وإجراء التعديلات اللازمة. فيعرض التقرير على الإدارة، لتستطيع بعدها اتخاذ القرارات السليمة.

10- المتابعة

تجري المتابعة بعد مرور ستّة أشهر على صدور التقرير النهائي للتدقيق، ويتأكّد خلالها المدقّق من اتباع الأقسام التي جرى تدقيق عملها من الإجراءات التي نصّت عليها خطة الإدارة.

 

من الذي يقوم بعملية التدقيق؟

يقوم بعملية التدقيق المحاسبي مهنيون متخصصون يُعرفون بـ المدققين الماليين، وقد يكونوا:-

  • مدققين داخليين:- وهم موظفون داخل المنظمة يقومون بتدقيق العمليات المالية والإدارية لضمان الكفاءة والفعالية، والامتثال للسياسات والإجراءات الداخلية.
  • مدققين خارجيين: وهم مهنيون مستقلون أو شركات تدقيق خاصة يتم تعيينهم لمراجعة البيانات المالية للمنظمة والتحقق من دقتها ومطابقتها للمعايير المحاسبية، ومن ثم يقومون بإصدار تقارير للجهات المعنية من الإدارة، المستثمرين، الدائنين، والأطراف الخارجية المرتبطة.

 

 

كيف تبدو الحسابات المدققة؟

الحسابات المدققة تعكس البيانات المالية التي تم فحصها وتقييمها من قبل مدقق مالي مستقل، ويُظهر التدقيق الناجح للحسابات بعض الخصائص الأساسية مثل:-

  • يُعطي تقرير التدقيق رأي مُفصل حول البيانات المالية، ويثبت ما إذا كانت هذه البيانات تعكس بدقة وبشكل عادل الوضع المالي للمنظمة وفقًا للمعايير المحاسبية المقبولة GAAP / IFRS.
  • تبدو الحسابات المدققة دقيقة ومفصلة لأنها تعكس جميع المعاملات المالية وفقًا للمعايير المحاسبية.
  • توفر الحسابات المدققة شفافية كبيرة فيما يتعلق بالوضع المالي للمنظمة، بما في ذلك الالتزامات والأصول والإيرادات والمصروفات.
  • توفر الحسابات المدققة ثقة للمستثمرين، والدائنين، وأصحاب المصلحة الآخرين، وتقيس مدى دقة وموثوقية البيانات المالية للمنظمة.
  • تشمل الحسابات المدققة تفاصيل كافية لتقديم صورة شاملة عن الأداء المالي، بما في ذلك الميزانية العمومية، قائمة الدخل، وقائمة التدفقات النقدية.

 

نصائح لعمليّة تدقيق سَلِسة

قد يكون من المزعج الشعور بكونك تحت الملاحظة أو التقييم وقد يسبّب هذا بعض التوتّر لمسئولي الحسابات أو أصحاب الأعمال، لكنّ عمليّة تدقيق الحسابات بوسعها أن تكون إضافة مفيدة لمشروعك. يساعد التدقيق في تحديد نواحي التطوّر الممكنة في أنظمة الشركة المحاسبيّة على سبيل المثال ويزيد من الثقة في إدارة الشركة. بوسعك أيضًا من خلال بعض الخطوات أن تيسِّر من مهمّة المحاسبين القانونيّين وأن تحظى بعمليّة تدقيق سَلِسة، من ضمن تلك الخطوات ما يلي:

  • اعتماد ممارسات حسابيّة دقيقة ومُحكمَة، من خلال التأكُّد من تسوية الحسابات بشكل دوري وتوثيق المصروفات بشكل مستمر. من المفيد أيضًا إجراء تدقيق داخلي استعدادًا للتدقيق الخارجي.
     
  • اختبار مدى فعاليّة أنظمة التحكّم وكشف الخطأ المستخدَمة في منع الاحتيال أو السرقة.
     
  • حفظ الحسابات في أكثر الصور شفافيّة ووضوحًا قدر المُستطاع وجمع وتحضير المستندات المطلوبة وتقديمها للمحاسبين القانونيّين، وإجابة كل ما يطرأ من استفسارات لديهم أولًّا بأول.

 

أنواع عمليات التدقيق المختلفة

يوجد طرق متعددة لتصنيف عمليات التدقيق المختلفة منها ما يلي:

1- تدقيق حسب الوظيفة

يقع تحت هذا التصنيف عدة أنواع من عمليات تدقيق الحسابات، وكل تدقيق في هذه الحالة يكون له وظيفة وغرض يخالف الذي يليه والأنواع كما يلي:

  • التدقيق المالي

هو تدقيق موضوعي يهدف إلى التأكد من سلامة القوائم المالية، غالبًا ما يتم بشكل سنوي. رغم أن التدقيق المالي يمكن يجريه أحد موظفي الحسابات داخليًا، إلا أنه دائمًا ما يطالب أصحاب المصلحة بأن تجريه جهخة خارجية مستقلة. يتحقق المدقق من:

كما يهتم المدقق بالحسابات المؤقتة والوسيطة، ليضمن أنها تعبر بكفاءة عن الواقع دون وجود حالات للتلاعب أو الاختلاس.

  • تدقيق الالتزام

يتضمن تدقيق الالتزام مراجعة لكافة سياسات الشركة وإجراءاتها وعمليات التشغيل وأساليبها في التوثيق والأرشفة للتأكد من موافقتها مع إرشادات الصناعة. يهدف هذا النوع من التدقيق إلى مقارنة تطبيقات الشركة بالأنظمة والتشريعات والقوانين وتحديد مدى التزام الشركة بالتعليمات المنظمة الصادرة من الجهات الرسمية كالبنك المركزي وهيئة مراقبة التأمين وهيئة رقابة أسواق المال وغيرها، هذا على المستوى الخارجي. داخليًا، يتم التأكد من تنفيذ القرارات المالية الصادرة من مجلس الإدارة أو الإدارات المختصة داخل الشركة. يتمّ خلاله التحقّق من مدى الالتزام بتشريعات الدولة والتعليمات الصادرة عن الجهات المنظمّة لنشاط الشركة.

  • تدقيق أنظمة المعلومات

مثله مثل أي نوع تدقيق آخر يهدف إلى المحافظة على أصول الشركة، إلا أن في هذه الحالة أصول الشركة عبارة عن بيانات. فيراجع الموظف المسؤول أنظمة البنية التحتية والتي تتضمن معلومات محاسبية ومالية تخص الشركة وتسريبها قد يؤدي إلى الإضرار بأمان الشركة أو على الأقل وصول هذه البيانات إلى منافسين يبحثون عنها. يراجع المدقق مختلف أنظمة المعلومات والبرمجيات وشبكات الاتصال وإجراءات تشغيل الأنظمة. على عكس الأنواع السابقة، والتي كان يجريها أفراد لديهم خلفية محاسبية، يجري هذا التدقيق، أخصائي نظم معلومات.

  • التدقيق الإداري

التدقيق الإداري هو مجموعة إجراءات التحليل والتقييم والتي يتأكد من خلالها المراجع من قدرات وموارد الشركة وإن كانت مؤهلة لتحقيق الأهداف الإدارية. هذا النوع من التدقيق يراجع الصورة من أعلى ليتأكد من صلاحية الأساليب المتبعة لإدارة جميع العناصر من موارد بشرية ومعدات وموارد مالية وغيرها. يهتم هذا النوع من التدقيق بالتأكّد من فاعليّة وجود الوظائف المختلفة داخل الشركة ومدى مساهمتها في تحقيق أهداف الشركة، ويكون هدفه النهائي تحقيق أعلى عائد بأقل تكلفة.

  • التدقيق التشغيلي (تدقيق الأهداف)

الهدف من التدقيق التشغيلي هو تحسين العمليات التشغيلية. يتشابه التدقيق الإداري والتشغيلي، إلا أن التدقيق الإداري يهدف إلى التأكد من كفاءة الخطط الحالية لتحقيق الأهداف الموضوعة. بينما التدقيق التشغيلي هدفه التحسين المستمر لعمليات التشغيل بما يتناسب الواقع. كلٌ من التدقيق التشغيلي والإداري يتم تطبيقهم داخليًا إلا أنه في في بعض الحالات النادرة يتم التنفيذ بمساعدة جهة خارجية.

 

  • التدقيق البيئي

يهدف التدقيق البيئي إلى مراجعة البيئة المحيطة للمشروع ومدى دعمها لنجاحه. كما يقيم المسؤول المخاطر التي تتعلق بالتلوث البيئي. كما يحدد شكل العلاقة بين عمليات التشغيل والمنتج/الخدمة النهائية وتأثيرها على البيئة. يهدف أيضًا للتحقّق من توافق عمليّة الإنتاج مع متطلبات البيئة وتقييم المخاطر المتعلّقة بالتلوّث البيئي. 

  • تدقيق اجتماعي
    يتمّ بغرض التأكد من مدى أداء الشركة لمسئوليتها المجتمعيّة ومساهمتها في حلِّ مشاكل المجتمع الذي تتواجد فيه وتحقيق الرفاه له.

 

*ملحوظة: قد تظن أن الأنواع أخيرة من التدقيق الوظيفي بعيدة عن مفاهيم المحاسبة والمالية، رغم ذلك بالمراجعة تجد أن كل تدقيق له انعكاسات مالية ومحاسبية يتم أخذها في الاعتبار.

 

 

2- تدقيق حسب النطاق

قد تُصنَّف عمليات التدقيق أيضًا من حيث نطاقها، وتنقسم في هذه الحالة إلى نوعين:

  • التدقيق الكامل:
    وفيه يُمنح المدقّق إطارًا غير محدّد للعمل بحيث تترك له حريّة تحديد الاختبارات اللازمة للوصول إلى رأي نهائي بخصوص نزاهة القوائم الماليّة للشركة ككل. ينبغي أن يشمل رأي المدقّق النهائي كافة المعاملات الماليّة حتى وإن لم يقم بفحصها كلّها، حيث تقع كلّ المعاملات ضمن نطاق مسئوليّته في هذا النوع من التدقيق.
  • التدقيق الجزئي:
    على عكس التدقيق الكامل، تحدّد الشركة المعيِّنة للمدقّق إطار عمله في التدقيق الجزئي بحيث يقتصر على معاملاتٍ ماليّة محدّدة. لا يكون المدقّق مسئولًا عن أيّة عمليات حسابيّة خارج النطاق المتّفق عليه مع الشركة ولا يشملها رأيه النهائي.

 

3- تدقيق حسب التوقيت

من حيث توقيت التدقيق، يمكن تصنيف عمليات التدقيق إلى نوعين:

  • تدقيق نهائي: يتمّ بعد إقفال الحسابات أو في نهاية السنة الماليّة.
     
  • تدقيق مستمر: يتمّ من خلال خطّة تدقيق شاملة تتضمّن زيارات متعدّدة للشركة خلال السنة الماليّة.

 

4- تدقيق حسب درجة الإلزام

أمّا من حيث درجة الإلزام، قد تقوم الشركة بأحد أو كلا نوعيّ التدقيق التاليّين:

  • التدقيق الإلزامي: تؤديه الشركة بموجب كونها ملزَمة قانونيًا.
     
  • التدقيق الإختياري: تؤديه الشركة حسب رغبة الإدارة واحتياج الشركة.

 

 

ما هو الفرق بين المحاسبة والتدقيق؟

المحاسبة هي عملية تسجيل، وتصنيف، وتلخيص المعاملات المالية لتوفير فهم واضح عن الوضع المالي للمنظمة، وتشمل إعداد البيانات المالية مثل الميزانية العمومية، قائمة الدخل، وقائمة التدفقات النقدية، أما التدقيق فهو عملية مراجعة وتقييم البيانات المالية والسجلات المحاسبية التي تم إعدادها من قبل المحاسبين، بهدف التحقق من صحة وموثوقية هذه البيانات وتقديم تقرير يعكس نتائج هذه المراجعة.

بشكل عام تركز المحاسبة على إنشاء وإدارة السجلات المالية، وعلى الجانب الأخر يُركز التدقيق على التحقق من صحة هذه السجلات وتقديم أدلة تؤكد دقتها.

 

مراجعة وتدقيق الحسابات أسهل مع دفترة!

برنامج المحاسبة من دفترة يأخذ بيديك منذ البداية لتقييد كل معاملاتك المحاسبية بطريقة دقيقة وسهلة وواضحة بحيث تستطيع الرجوع لها حيثما شئت. ومع وجود دليل حسايات منظم وشامل يصبح الأمر أسهل وكل العمليات تحت يديك في مكان واحد. بالإضافة لمجموعة واسعة من التقارير تخص عمليات البيع والشراء وأصناف المخزون وحالة كل فرع والمنتجات والموظفين والعملاء وكل كل كبيرة وصغيرة في شركتك. تحكم في الطريقة التي تود إصدار التقارير بها، وتحكم في التوقيت الذي تريد أن تفحصه وتدقق فيه، وتحكم في سير عملك بطريقة أفضل، كل ذلك من خلال دفترة.

تدقيق الحسابات في دفترة

تدقيق أفضل لحساباتك

برنامج دفترة ​​يساعدك في تنفيذ عملية تدقيق الحسابات بشكل اكثر دقة واحترافية

إشترك الأن مجانا

تدقيق أفضل لحساباتك

برنامج دفترة ​​يساعدك في تنفيذ عملية تدقيق الحسابات بشكل اكثر دقة واحترافية

إشترك الأن مجانا